dif med seghir عضو جديد
0000 المهنة : الطور : الثانوي تاريخ التسجيل : 21/02/2013 عدد المساهمات : 1 السمعة : 1
| موضوع: معالي الوزيرة: الحياة المدرسية لم تعد تحتمل شيئا اسمه الاستقامة. الجمعة 24 يوليو 2015 - 11:15 | |
| [rtl]معالي الوزيرة: الحياة المدرسية لم تعد تحتمل شيئا اسمه الاستقامة.[/rtl] [rtl] سيِّدتي الوزيرة:[/rtl] [rtl] إنَّه لأسف شديد أنْ يأتي يوم في خلد أحدنا؛ نحن المربون وأنْ نكتب حول رداءة اسمها " المربِّي " بالمدرسة الجزائرية. ولكنَ مرارة راهن الحياة المدرسية باتت تشكل ضغطا على القاموس القَيْمِي والأخلاقي. كما باتت تشكل تحديا خطيرا على المدرسة ذاتها؛ في أنْ تدرك وتستدرك.[/rtl] [rtl] هذا ما لاَحَ به امتحان رتبة مدير ثانوية الذي نظَّمه معهد الحرَّاش لتحسين المستوى أمس الأربعاء الموافق لـ: 22 جويلية 2015. حيث تميَّز بتنافس غير شريف على الإطلاق، وأتحدَّث هنا على الأقل ما حدث من تجاوزات أخلاقية بمركز متوسِّطة سنهاجي أحمد بالبليدة. حيث ضاعت فيه معاني تساوي فرص النجاح والتفوق. الواجب توفرها في مناخ نزيه وشفاف.[/rtl] [rtl] سيدتي الوزيرة:[/rtl] [rtl] إنَّ النجاح في مثل هكذا امتحان بات مرهونا بظاهرة الغش والتي اكتسحت كلّ المشهد المدرسي في الحقيقة. وما شيوع الظاهرة أمس بالمركز المذكور سوى نتاجا لما يحدث طيلة الموسم الدراسي بالمدرسة الجزائرية ونشهد عليه بشكل تكراري وأمام مرآنا دون أنْ نحرِّك ساكنا لمعالجتها أو لِدَقِّ ناقوس الخطر، بأنَّ هنالك مشكلة. فكلّ امتحاناتنا الفصلية لاَ تَسْلَم من الغش. وأحيانا يكون بشكل جماعي. ولا يبدي بعضنا سوى امتعاضا لا يتحدى كسر أصابع اليد. والبقية تمر في صمت وبتواطؤ خجول.[/rtl] [rtl] طبعا هذا الوصف لحال امتحاناتنا لا يبرِّر على الإطلاق للغش كحالة سامة تفتك بذكاءات أبنائنا من جهة، وباستقامتنا نحن الأساتذة والمربين من جهة أخرى. ولايمكن أنْ يكون مشجبا للظروف التي تتم بها حالة التمدرس داخل مؤسساتنا التربوية. ولايمكن أنْ نستسيغ كلاما يُبرَّر به الوضع الاجتماعي، وحتى السياسي للبلاد وللعباد ككل. حيث الغش أصبح" رأس مال "لشراء السِّلم الاجتماعي بكل أشكاله. [/rtl] [rtl] سيدتي الوزيرة.[/rtl] [rtl] إنَّه لَأَمْرٌ سيِّئ للغاية؛ أنْ يصل بنا الحال إلى أنْ يصبح الغش فينا مظهرا يميز سلوكنا تجاه الامتحانات والتقويم التربوي والتعليمي بمختلف أشكاله و مراحله. وإنَّه لغايةٌ في الخطورة أنْ نتواطأ عليه وبشكل جماعي. وَيْكأنَّه المنهج الصواب نحو طلب الترقية والعلو في المناصب والمراتب. والمصيبة الأخطر أنْ يتمَّ ذلك أمام السلطة الوصية. حيث تكون المصيبة مصيبتان وأكثر.[/rtl] [rtl] فأمَّا أنَّها مصيبة أُوْلَى فلإنخراط المربِّي وَسْطَ هذه الآفة الذهنية والأخلاقية. وأنَّها المصيبة ثانية؛ فَلأَنْ يكون عقل الدولة مُرَاعِيًا لها؛ ولو عبر الصمت وعصب العينين وصم الأذنين ودفن الرأس في التراب ثمَّ ترك العقاب. وتلك لعمري المصيبة الكبرى؛ أنْ يكون ديدن الدولة في أَهَمِّ مؤسسة؛ وهي المدرسة؛ في أنْ تكون مصدرا للاَّعقاب وللاَّعدالة.[/rtl] [rtl] سيدتي الوزيرة:[/rtl] [rtl] ماذا بقي للمدرسة وهي ترعى المسخ القيمي والأخلاقي الذي يكبر فينا يوما بيوم؟. ماذا بقي للمدرسة أنْ تقوم به على المستوى الاجتماعي، وهي تحطم قيمه النبيلة يوما بيوم؟. ماذا يتبقى للمدرسة حينما تعلن موت الاستقامة فينا؛ نحن المتعلمين والمعلمين؟. ثُمَّ هل ثمَّة مدرسة بقيت سَاعَتَئِذ ٍ وهي تنخرط وبشكل فضيع فيما يسمَّى تدهور السُّلَّم القيمي الذي نعيشه؛ كأُسَرٍ وكجماعاتٍ وحتى كدولة؛ يوما بيوم. ولانملك تجاهه سوى أنْ نقول: الله غالب.[/rtl] [rtl] إنَّها حالة من الاستلاب الرهيب الذي يتآكل دونه السُّلَّمُ القيمي؛ تربويا واجتماعيا؛ ووجدانيا أيضا. ناهيك عن تآكل ذكائنا الاجتماعي والفردي. ومن بعد تآكل ذكاء الدولة.[/rtl] [rtl] ياسيِّدتي: [/rtl] [rtl] سيكون فشلنا ذريعا إنْ لم يكن هَمُّ المؤسسة التربوية اليوم؛ هو استعادة دورها القيمي. وستكون التكلفة غالية، إنْ على مستوى الذكاء أو على مستوى الوجدان؛ إذا لم تتعرَّض مثل هكذا سلوك؛ كالغش الذي بيننا إلى العقاب والرَّدع. وسيكون ندمنا كبير جدا إذا لم نأخذ بالمدرسة ونخرجها من الشعبوية، ومن حرب الإديولوجيات والقتال اليومي للعصبيات والمافيويات، بشتى أشكالها وألوانها الهووية.[/rtl] [rtl] سيِّدتي الوزيرة:[/rtl] [rtl] تدركين جيِّدًا ومِن واقع عبقريتك المعرفية ومجال بحثك العلمي، أنَّ الذكاء الاجتماعي لايمكن أنْ ينمو إلاَّ في ضلِّ مناخٍ من العدالة في فرص التعلم والاكتساب. وفي مناخٍ من المساواة أيضا وتكافؤ الفرص. وفي مناخٍ من الاستقامة الأخلاقية؛ تمنع عنَّا أنواع الابتزاز والنَّخْرِ للذكاء والسَّلْب للوجدان. ومَقَامًا كهذا لم يعد تتوفر عليها الحياة المدرسية الجزائرية على الإطلاق. إنَّه ثَمَّةَ إحباط نفسي يسيطر على وجداننا. وثَمَّةَ استقالة نمارسها وبشكل تعسفي، تصل إلى حدِّ الخيانة الوطنية؛ ونحن نرى بشكل متكرر الانحدار والنزيف على مستوى القيمة التربوية والأخلاقية ولا نتوقف هنيهة لنمارس السؤال على ذلك.[/rtl] [rtl] إنَّه ثَمَّةَ إرادة قهرية يتعرَّض إليها المجتمع المدرسي؛ نحو توريطه في العفن. والبَدْءُ كان بنزع النزاهة من الامتحان والمسابقة . ومن أنواع التَّربُّصات التَّأهيلية. ثَمَّةَ سياسة توجِّه المجتمع المدرسي نحو ممارسة العفن ورهنه في الفساد. والغاية واضحة من ذلك؛ وهي أنْ يتورط الجميع، كل الجميع؛ مجتمعا ودولة في الفساد. فلا يبقى ثَمَّةَ سُلَّم قيمي نرجع إليه. ولايبقى ثَمَّةَ عقل نحتكم إليه. ولايبقى ثَمَّةَ وصي على القيم أصلاً. ولَكَمْ هو خطير أنْ تنخرط المدرسة في ذلك. فساعتها يتساوى الجميع ولايعود ثَمَّةَ مستقيم أو مَنْ ينكر عنَّا الغواية ويمنعها. [/rtl] [rtl] سيِّدتي الوزيرة: [/rtl] [rtl] ليس أمامكم وأنتم تمثِّلون السلطة التنفيذية؛ لها حق تطبيق القوانين وحق الردع والعقاب. عبر ممارسة تُراعى فيها الشفافية والنزاهة. بأنْ تزيحوا عن المدرسة الجزائرية هذا الوجه القبيح الذي وَخَّذَهَا.وبأنْ تجعلوا من ظاهرة الغش، والتي تعدَّت إلى المربِّي والمكون كممارسة وللأسف الشَّديد؛ إشكالية أخلاقية وعائقا معرفيا أيضا؛ في كونها تَسُدُّ الطَّريق أمام الإنماءات المتعدِّدة التي تبتغيها المدرسة بالأساس وتهدف إليها ضمن أهدافها من التَّعَلُّماَت؛ كإنماء الذكاء وإنماء الوجدان. ناهيك عن إنماء الشخصية الوطنية والإنسانية المسؤولة . فَلَكَمْ بقيت هذه الظاهرة رهينة اللاَّمُفَكَّرَ فيه. ولَكَمْ كانت الدُّولاَرْ الذي اشترينا ولانزال نشتري به الصحة الأمنية والاستقرار. وهذا خطير جدا. فهل نحن مدركون لحقيقة ما وصلنا إليه من وسخ؟ وإلى أنْ نزيح عنَّا هذا الوسخ سنضل نقول: ما أوسخنا..ما أوسخنا..ما أوسخنا.[/rtl] الإمضاء: محمد الصغير ضيف. ، مترشح لامتحان رتبة مدير ثانوية. | |
|